علي حماده

أبدأ بموضوع اغتيال القائد الكردي المعارض في سوريا مشعل تمو الذي قضى برصاص من أرادوا ان يعلنوا البارحة بدء عصر الاغتيالات والتصفيات السياسية التي تذكرنا بالاغتيالات التي استهدفت قادة الاستقلال في لبنان، او بتلك التي استهدفت قادة الشعب الفلسطيني في اطار ما سمته اسرائيل القتل المستهدف. ولا يسعنا سوى ان نردد مع حورية الحرية في دمشق سهير الاتاسي التي كتبت امس على صفحتها على موقع الفايسبوك: quot;ها هم يعلنون بدء مسلسل الاغتيالات، ربما حرب الإبادة التي يشنّونها لم تعد تكفيهم، وها نحن نعلن من جديد أننا سنسقطهم بأيدينا، وأن نور الحرية آت من مشاعل أبنائها... شاء من شاء وأبى من أبى...!!!quot;.
بالطبع يبدو النظام في سوريا اكثر ثقة بالنفس بعد سقوط مشروع القرار الاوروبي الاميركي الذي يدينه في مجلس الامن بالفيتو الروسي ndash; الصيني المزدوج، فيضاعف هجمته على الشعب الاعزل بهدف كسر الثورة في اسرع وقت، قبل الاستحقاق الآتي مع العقوبات المباشرة من خارج الامم المتحدة التي هي في طريقها الى التنفيذ عربيا ودوليا. وقبل ان تتعاظم الضغوط العربية والاوروبية والاميركية على روسيا لكسر دفاعها الصلب عن النظام في سوريا. اما الاستحقاقات الاخرى الداهمة فتتمثل في الانشقاقات المتواصلة في الجيش، وبدء تأطيرها، وتنظيمها ومدّها بدعم خارجي. ومن علامات الثقة بالنفس التي يبديها النظام في سوريا، وان تكن الثقة تلك غير واقعية اذا ما نظرنا الى الصورة الاكبر، التحركات العسكرية على الحدود مع لبنان شمالا وبقاعا، وصولا الى اختراقها اكثر من مرة. فضلا عن معلومات وردت اخيراً الى العديد من القيادات اللبنانية الاستقلالية، تفيد بتحرك على مستوى لبنان يجري الاعداد له، قد يصل الى حدود التضييق الامني المباشر على القادة الاستقلاليين، في ظل استسلام تام من رئيسي الجمهورية والحكومة. والاستسلام هذا اقرب الى التواطؤ منه الى فعل مفروض عليهما. اكثر من ذلك، فإن تسليم البلاد بمؤسساتها هنا الى quot;حزب اللهquot; جعلت من القول إن ثمة دويلة في لبنان لا بد من تصفيتها لمصلحة الدولة نفسها، قولاً غير واقعي وتخطته الوقائع على الارض. فالواقع يشير الى امر اكثر خطورة بأشواط، هو ان quot;حزب اللهquot; يتجه تدريجا الى ان يكون هو الدولة.
والدليل على خطورة ما نقول، ما أسّرت به قبل سنوات قيادة روحية راحلة لشخصية سياسية لن نذكر اسمها هنا، أن quot;حزب اللهquot; يدفع رواتب للعشرات من كبار موظفي الدولة في جميع الاسلاك، وقسم لا يستهان به ليسوا من الشيعة، وذلك في اطار مخطط منهجي لوضع اليد على الدولة من زاوية الماكينة. واذا اضفنا حالة وضع اليد سياسيا بإستخدم السلاح لقلب الحكم quot;قانونياquot;، وتشكيل حكومة لحماية القتلة هنا وفي سوريا، لسهل ادراك اي خطر يواجهه لبنان في المرحلة المقبلة. كل هذا ولا نتحدث عن quot;الاستيطانquot; العقاري والديموغرافي والامني المخيف في بيئات لبنانية حساسة ولا سيما في جبل لبنان.